الفوائد الاقتصادية من دراسة الرسوبيات النهرية

تتميز الرواسب النهرية بأنها تحتوي أحياناً النفط وبعض المعادن الاقتصادية. فتكون مياه البحار في مناطق مقدم الدلتا ((الدلتا هي هبوط المنطقة التي يلتقي فيها النهر بالبحر وتكون الدلتا على شكل مثلث صغير مميز يشبه الحرف الإغريقي دلتا )) غنية بالمواد العضوية والأملاح الصالحة لغذاء النبات . وذلك نتيجة لإثراء هذه البحار بالمواد التي تحملها مياه الأنهار وهذا سبب التكاثر الكبير في الكائنات الحية الذي يحدث في هذه المناطق. ولذلك تكون الرسوبيات في قاع مقدم الدلتا غنية بالمواد العضوية الصالحة لتكون النفط في باطن الأرض أما باقي الرسوبيات النهرية للدلتا فتمتاز بوجود عدسات عديدة من الرمال النفوذة تتخلل طبقات غير نفوذة من الطمي أو الطين, وهذه العدسات يمكن أن تكون أماكن مناسبة لتراكم كميات من النفط, وتسمى هذه المناطق التي يتراكم فيها النفط بالمصائد النفطية.
والجدير بالذكر أن معظم حقول بترول نيجيريا تقع في رسوبيات دلتا النيجر ولذلك تقوم الكثير من شركات البترول بالتنقيب عن هذه المواد في دلتا الأنهار . وقد تم اكتشاف حقول مهمة من الغاز الطبيعي مثلاً في دلتا النيل بمصر وهناك شركات تنقب عن البترول في صخور تكوين الحجر الرملي النوبي في الصحراء الغربية المصرية وذلك عن طريق البحث عن دلتات قديمة في تلك الرسوبيات.
أما بشأن احتواء الرسوبيات النهرية على معادن اقتصادية, معظم الرسوبيات النهرية رسوبيات فتاتية ترابية, أي ناتجة عن تفتت صخور نارية أو متحولة أو رسوبية سابقة التكوين, وبذلك يمكن أن تحتوي هذه الرسوبيات معادن تكونت في عروق أو في داخل صخور مختلفة. وفي كثير من الأحيان تكون هذه المعادن متناثرة في الصخور الأصلية التي تكونت فيها من غير أن يكون تركيزها كافياً للاستغلال الاقتصادي.
ويمكن أن تؤدي عملية تفتت الصخور الحاوية على مثل هذه المعادن الاقتصادية ونقل هذا الفتات وفرزه وترسيبه إلى تركيز المعادن في أماكن معينة من مجرى النهر(كالأجزاء المقعرة للمنعطفات النهرية القديمة والحديثة) وتسمى هذه الرسوبيات النهرية الحاوية على معادن اقتصادية مركزة برواسب البرقة وتمتاز المعادن التي توجد
في رواسب البرقة بأنها ذات صلادة وكثافة عاليتين وترتكز في المعتاد في أسفل الطبقات النهرية ومن أشهر رسوبيات البرقة الذهب والبلاتين والألماس والقصدير .....الخ...
وممكن أن يكون جزء من النفط في الجزيرة العربية السعودية والكويت والإمارات وقطر تكون في مصاب الأنهار القديمة بما أن الجزيرة كانت أنهار، كما ثبت علمياً أن باطن الربع الخالي والكويت كان مجرى أنهار وكما أثبت أن الجزيرة العربية تغطت بمياه بحر التيثس، فمن الممكن تكون مناطق دلتا تتكون فيها معادن اقتصادية ونفط